أخبار%20المؤسسة

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار...

اخبار عاجلة

اخبار%20عاجلة

اخبار الشعر

شعر

ثقافة وفنون

ثقافة وفنون

السبت، 24 ديسمبر 2016


سلطانيات الأدب الثقافية // بصمات الحروب :: بقلم الأستاذة / جليلة مفتوح .


Jalila Maftouh
1 min
_ بصمات الحروب _
ليس كل قتلى الحروب,يتحولون إلى رميم داخل القبور،فبقية القتلى تجوب الأرض،ناثرة سوادها المغبر ,فوق الوجوه الكالحة اشفاقا و الجريحة على السواء.الزومبي يتناسل بعرف الذبح العشوائي و التلوث البيئي و المعنوي ,فوق التربة الساخنة و كل الاماكن التي تتراقص ظلال المجازر بين غيمها و أنوارها .
ندر الاسوياء ممن اصبحوا أطلس الاساطير،و من فوق كواهلهم اليوم،تهتز الكرة الارضية ,مترنحة بين السقوط و الثبات .
أصبح الأحياء الأموات مرغمين على المشي واقفين،مطالبين بحياة طبيعية لن ينالوها،ممتصين أوردة الأبرياء بكل الأشكال الدموية و النفسية.فلا يمكن ابدا انكار تأثير الحروب القريبة و البعيدة،على نفسية الجميع,و أهمهم الشباب و الأطفال،لأن الأشدُّ منها فتكاً و تخريبا،هو التدمير الذي يفتك بالتوازن النفسي للجميع ،وخاصّة براعم المجتمعات الطرية ,ما داموا هم عواميد المجتمعات غدا,و فوق أكفهم نضع أمنيات الأنوار التي قد تصبح ظلاما لا يرحم ،لو ما تهتم الدول المعنية،بسياسييها و مثقفيها بإعادة نحت الابدان المتحولة الى أحجار و قنابل موقوتة،بزرع وهج الامل و الحماس و سوي الأسس .
دوما يكون الزمن كفيلاً ,بتجاوز ما تخلفه هذه الحروب عبر التاريخ ،بإعادة الإعمار و التشييد ،غير أن ما لا يمكن للزمن أن يمحوه هو تلك الآثار النفسية,التي تترسب في الزوايا بشروخ قد لا تمحى أبد الدهر من الذاكرة اليانعة,لما تحمله نكباتها , من بشاعة القتل و الخطف و السبي والاغتصاب.و الأدهى انتقالها فيما بعد كمورثات ,إلى أجيال أخرى قادمة,في تسلسل جيني و وراثي لا يتوقف.فمهما بلغت وحشية الطبيعة,فهي أقل الصدمات النفسية ضررا و ترويعا.و دون التوقف عند تفاصيل علمية,بح المختصون في التنبيه إليها,من انطواء على الذات و عدوانية كامنة مرات و ظاهرة أخرى,و تصرفات منحرفة أو انعدام الثقة بالنفس ,استشعارا لقلق و رعب الكبار ,دون التمكن من التعبير عن مخاوفهم ,حتى قبل الوعي الكامل بما يجري ,إلى غيرها و ما أكثرها ,نعود إلى دور المسئولين ,ابتداء من الأسرة المتبقية و الأهل و المحيط,إلى رعاة الأوطان اجتماعيا و فكريا .
الإعلام اصبح وحشا جانبيا،بشتى أنواعه المخفية و المرئية،خاصة المعلومة السريعة المحلقة عبر القارات,من وسائل التواصل الاجتماعي إلى القنوات الإلكترونية. فهو يفترس الأرواح عبر بقاع الكون،مهما بدا ذلك شبه مستحيل ,أو حاولنا وضع رؤوسنا في الرمال .لأن الأطفال يرون الرعب مجسدا ,بالعين الصغيرة المجردة ,لو هم فوق الأرض الملتهبة نفسها ,و يشاهدونه حتى بدون فهم كامل ,على الشاشات أو إحساسا بمخاوف الكبار ,أو تعاطفهم مع الشر عدوانية طبع .
لهذا الأولى صياغة مجتمعات فوق الأراضي المحروقة،لأولية الضرر الجاثم بين ترابها و فضائها , بإرساء قواعد صلبة لحياة ممكنة فوقها،و هذا لن يتحقق كحلم شبه وردي،إلا بالتنبه و التنبيه ,أولا إلى هذه المخاطر،و منع الارهاب و الترهيب بالكراهية،من العودة مرة اخرى،و صولا إلى مغادرة جحيم القرون الوسطى.
لا تكفي درجات وعي الغالبية,بما يسري من سموم و أوحال بين الصدور و داخل العقول.بل لا بد من وقفات حاسمة و قرارات إيجاد مناهج تعليمية ,و اخراج برامج ترفيهية و تثقيفية،تليق بإنسان الغد,و بمجتمعات تناسب ركب الحضارة,الذي لا يتوقف إلا بدمار يزرعه التخلف المسطر,بضيق الآفاق و عتم الفكر و رفض الآخر.
ليس التشييد هو روائع الأبنية الشاهقة و المنجزات فقط,بل إلى جانبها أو قبلها,يجب بناء البشر كنواة أولى,لتنمية مستدامة أساسها المحبة,بمبدأ أنا و الآخر,عوض أنا أو الآخر برؤية حب إلى السماء و الأرض ,بكل ما تحملانه من رونق الخلق و حرمة الوجود .
_(بعض مقالي حول تأثير الحروب على الشباب و خاصة الأطفال على المدى البعيد_ )
_جليلة مفتوح_


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخبار دولية

تقارير وتحقيقات

تقارير وتحقيقات

الاعلانات

اخبار امنية

تكنلوجيا