أخبار%20المؤسسة

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار...

اخبار عاجلة

اخبار%20عاجلة

اخبار الشعر

شعر

ثقافة وفنون

ثقافة وفنون

الأحد، 26 يونيو 2016


قصة عمري :: بقلم كاظم مجبل الخطيب / العراق


قصة قصيرة

اجمل الحب ما ننتظر قدومه والذكريات موقدٌ لا ينطفىء من الاشواق للّقاء ،لكن سنين العمر تحترق مخلفةً رماداً من الآهات والوجع لايستطيع حاملها ان يبثّها للاخرين فهي كامنةٌ في خزائن الاسرار هذا القلب الصغير الذي ما زاد حجمه على قبضة الكف .
الصدفة ربما خير من مواعيد زائفة لم تصدق بين اهلها والخيانة سلوك في بواطن من يمارسها .كثرة العتاب تقتل متعة اللقاء حين الايام تبعدنا عمن نحب ،واصعب الغربة ان نكون بين اهلنا وناسنا وهم لا يشعرون بنا ولا نستطيع البوح بخفايا ما بنا خوفاً على مشاعرهم من ان نجرحها .
الاقدار اقوى من الاماني وهي من تصنع لنا الحياة وهي اصدق واقعاً في حصولها مهما نتصور لمستقبلنا وكثيراً ما تأتي حوادث الايام على غير توقعاتنا .العذابات لايكتشفها الاخرون فينا وفي احيان كثيرة نكابر في تصرفاتنا فلا يظهر علينا ما يدل عليها ،والالم في النفس لا يتمكن منه طبيب ماهر فهو غير مشخصٍ الّا عند حامله .
تراكم من الحزن والهموم تكاد اليوم ان تجد لها منفذاً بعدما تلاقحت روحاهما عبر تواصلهما بالفيس بوك فلم يكن حباً افتراضياً وهما الان يجلسان على مصطبة في حدائق القشلة بعيداً عن زحام شارع المتنبي. هيام كانت تعرف مصطفى جيداً وتحفظ قصائده. وهو يعرفها قاصّة مبدعة من خلال ما تنشره.
هما الآن جوار بعضهما. هي امرأة غادرت الاربعين منذ عامين تغطي عينيها نظارة سوداء وتتوشح بشال يخفي شعرها المخضب بالسواد ،ملامح وجهها الجميل تكاد التجاعيد تفضحهُ لولا مسحة الابتسام التي ترافقها. مصطفى ذو الخمسين عاماً الذي اكتمل المشيب لديه بادر بالسؤال عنها :
-ما هي آخر قصصك هيام؟
-قصصي لا تنتهي
-كيف؟
-قصة عمري لم اكتبها بعد فللآن لا أستطيع إيجاد نهاية لأبطالها.
هيام قاطعته سريعاً:
- لكنك تكثر من ذكر اسم سعاد في جميع قصائدك فما قصتها؟
- نعم ماذا؟
- ما بكَ صرتَ مرتبكاً
- لا لا... لكن سعاد هي حبي الأول والكبير.
رجعت بهيام الذكريات يوم فارقت مصطفى فقيراً قبل ثلاثين عاما باحثةً عن الترف والغنى في الحياة فأحرقت سنين عمرها.
تداركت هيام نفسها فقالت:
- أين هي سعاد الآن مصطفى.؟
- لا أدري
- ربما ماتت
- ماذا؟.. لا.. لا يمكن أن تموت.
مالذي جرى لهيام لحظتها حتى علا صوتها قليلاً مخاطبةً مصطفى :
- إذن انت تحبها للآن!!!
- نعم مازلت.....
- لِمَ طلبت أن تلتقيني؟ هل كنت توهمني بالحب؟ هل كان حباً افتراضياً؟وداعاً مصطفى لن تراني بعد الآن.
انتهى اللقاء بينهما ولم يعرف مصطفى بأن هيام هي ذاتها سعاد وراحت تردد مع نفسها وتقول :
- هذه هي قصة عمري التي كنت أبحث عن نهاية لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخبار دولية

تقارير وتحقيقات

تقارير وتحقيقات

الاعلانات

اخبار امنية

تكنلوجيا