أخبار%20المؤسسة

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار...

اخبار عاجلة

اخبار%20عاجلة

اخبار الشعر

شعر

ثقافة وفنون

ثقافة وفنون

السبت، 13 أغسطس 2016


رسالة بعد منتصف الليل :: بقلم د. حــــســـام الـــشـــرقـــاوى/ مـــــصــــر




الـــجـــزء الـــثـــانـــى

وأنا فى ظل التساؤلات التى تدور فى رأسى عن الرسالة وعن ما فعله صديقى الوحيد الذى أثق فيه وأستأمنه على كل أسرارى الشخصية والعائلية حتى أستيقظت من دوامة التفكير على صوت أمى ينادينى بلهفة وشوق لمعرفة الذى حدث وأغضب صديقى منى وفى هذه اللحظة زادت الحيرة أكثر وأكثر فهل أتحدث مع أمى وأقول لها ماحدث بداية من موضوع الرسالة مرورا بصديقى وهل أمى سوف تستوعب القصة والحوار أم سوف تخبر أبى ويظنون بى ظن السوء وأنا لم أكذب عليهم قبل ذلك ولا أحب الكذب أطلاقا فماذا أفعل وماذا أقول لأمى ماذا أفعل ياربى أخاف أن أكذب فتعذبنى وإنى أخافك وأخاف أن يفهمنى أهلى خطأ فأفقد ثقتهم طوال العمر فماذا أفعل ياربى حتى وصلت إلى أمى وهى تنظر لى بنظرة بها خليط من الغضب والتساؤل والحيرة بل ولم تخلوا من الحب وحنان الأم التى تخاف على ولدها وتخاف عليه أن يكون قد أغضب الله فى شئ . فسألتنى أمى بصوت هادئ وبه نبرة من الحدة الخفيفة مالذى حدث مع صديقك بالداخل هل تشاجرتما أم تطاولت عليه بقول أغضبه أم ماذا حدث وفى هذه اللحظة تسمرت عيناى فى محجريهما ونظرت لأمى ولاأدرى ماذا أقول لها فنهرتنى وقالت لى لماذا لا ترد . وفى هذه اللحظة وجدت لسانى ينطق بحول الله وقوته ويقول لها لم أغضبه ولم نتشاجر بل أتته مكالمة وبعدها تركنى وذهب كما رأيتى حتى أننى سألته من المتكلم وماذا قال لك فلم يجيبنى فنظرت لى امى نظرة غريبة لم أعهدها من قبل تدل على أنها لم تصدقنى فى ما قلت . وفعلا فقد صدق أحساسى فقد قالت لى أنا حاسة أن فى حاجة غريبة فى كلامك ولكنى لاأملك سوى إنى أصدقك حتى أرى صديقك المرة القادمة وأسأله رغم أنك لم تكذب على قبل ذلك مطلقا ولكن هذه المرة أشعر بعدم صدقك بعض الشئ .
وفى هذه اللحظة أستيقظت أختى الصغرى التى تبلغ من العمر عشرون عاما من نومها لتذهب إلى الحمام فنظرت لى ولأمى وألقت السلام وهى بعين ونصف من شدة النوم فنظرت لى أمى نظرة حنونة بها كثيرا من العطف والشفقة ثم ضمتنى إلى صدرها وهى تقول لى أنى أحبك وأخاف عليك وأن كنت فى مشكلة فاحكى لى وبمشيئة الله نعمل على حلها فأنت نور عينى وروحى وسندى فى الحياة بعد والدك المريض شفاه الله وعافاه . وفى هذه اللحظة رق قلبى وذاب من هذه الكلمات وحضن أمى الدافئ الذى يحتوى على الحب والحنان الذى لم ولن أجدهم سوى مع أمى ووعدتها بأنى سوف أحكى لها كل شئ عندما أعرف لماذا صديقى تركنى هكذا وذهب فقبلتنى أمى من جبهتى وخدى . بدورى قمت بتقبيل يديها ورأسها وابتسمت لى وقالت لى أذهب للنوم حتى تقوم لعملك فى الصباح أن أراد الله وتصبح على خير 
فرددت التحية ودخلت لغرفتى وأغلقت الباب وتنهدت تنهيدة شديدة أحسست بعدها براحة جميلة وذهبت إلى سريرى وألقيت نفسى عليه وإذا بى أذهب فى سبات عميق حتى أيقظنى صوت أذان الفجر فنهضت من سريرى وذهبت إلى الحمام بكل هدوء وسكينة وتوضأت وضوءا جيدا وصليت ركعتى سنة الوضوء كما عودنى والدى شفاه الله ونزلت لصلاة الفجر . وعند عودتى للمنزل رفعت بصرى للسماء أنظرلهذه الروعة الإلهية والإبداع الربانى لهذا الكون الجميل وأسأله أن يخفف عنى من حيرتى وتفكيرى وأن يكون بجانبى للخروج من هذا المأزق على خير وبسلام ثم خرجت منى إبتسامة بتنهيدة جميلة طيبة أحسست بعدها براحة غريبة لم أتذوق مثلها من قبل ولما لا وقد رزقنى ووفقنى ربى لصلاة الفجر فى جماعة وكيف لاأشعر بالراحة وأنا أخاطب رب هذا الكون وخالقه وخالقى . ثم بعد ذلك صعدت لمنزلى فوجدت ست الحبايب تنظرلى بابتسامة طيبة وتدعوا لى وما أحلى دعائها وهى فى قمة الرضا فإن رضا ها من رضا المولى عز وجل فتوجهت إليها وقبلت يدها وحاولت تقبيل قدميها ولكنها رفضت وبشدة ثم دخلت غرفتى واستلقيت على ظهرى وأنا أنظر لسقف الغرفة كالعادة ولكن لم يدم ذلك طويلا فقد ذهبت فى سبات عميق بسرعة لم أتخيلها رغم مابى من قلق وتفكير.وفى الصباح استيقظت ومارست طقوسى اليومية فى العبادة من وضوء وصلاة وسنن وتسبيح ودعاء وتوجهت بعد ذلك للورشة لأستقبل من الله تعالى الواحد الأحد الفرض الصمد رزقى ورزق أهلى فهو سبحانه أمرنا بالعبادة وتكفل برزقنا وبعد مرور نصف اليوم تقريبا جلست أحتسى كوبا من الشاى وأرتاح قليلا من مناهدة الزبائن فى عملية البيع والشراء والفصال وما أدراك من عملية الفصال خصوصا من السيدات وبعض الأنسات وأغلب تعاملاتى معهم لأن الورشة على مساحة كبيرة فى مكان شعبى معروف جدا وهى عبارة عن تفصيل الأحذية الرجالى والحريمى والأولاد وبها ركن خاص لأكسسوار المرأة وركن للأطفال متكامل وبه ركن خاص لأدوات المرأة وبفضل الله أكرمنى ربى بطول البال والصبر لأكسب رزقى . وأثناء إحتسائى كوب الشاى أذا بفتاة فى حوالى العشرون أو الخمسة والعشرون عاما طويلة القامة ترتدى عباءة فضفاضة وعليها غطاء الرأس وسبحان إبداع الخالق فى خلقة هذه الفتاة فوجهها جمال ربانى بدون أدوات التهبيل الذين يستعملونها لتغيير خلقة الله لهم ولكن وجهها ينطق بالخوف من شئ ما وتنظر لى بلهفة وشوق فى نفس الوقت فوجهت نظرى عنها وبعد برهة بسيطة من الوقت نظرت فوجدتها تنظر لى بل وتحدق فى ونهضت لأذهب إليها وأعرف لماذا تنظر لى هكذا وإذ بها تسير بخطا سريعة ومرتبكة نحو باب المحل وتختفى فسألت نفسى من تكون هذه الفتاة . وجلست أرتشف ما تبقى من كوب الشاى وإذ بى أنتفض واقفا من مكانى فقد عادت الفتاة مرة أخرى ووقفت فى نفس المكان وبنفس النظرة ولكن ماهذا الذى أراه إنها ليست بمفردها ولكن معها فتاة أصغر منها ولكن علامات وجهها ينطق بالبراءة وتنظر لها وتنظر لى فا أدهشتنى نظرات الفتاة الصغيرة التى تقف معها وبدأت أخطو فى أتجاههما بهدوء حتى أعرف ما قصة هذه الفتاة الكبيرة ولماذا تنظر لى بهذه النظرة وأنا لاأعرفها ولماذا ذهبت مسرعة أول مرة عندما ذهبت لأخاطبها كل هذه الآمور دارت فى ذهنى وأنا أسير إليها ولكنها فعلت مافعلته المرة السابقة ولكن ما أدهشنى وقوف الفتاة الصغيرة التى كانت معها ولم تتحرك من مكانها حتى وصلت أليها ونظرت إليها بإبتسامة خفيفة رغم مابى من قلق وحيرة من أمر هذه الفتاة وسألتها من هذه الفتاة التى كنتى تقفين بجوارها فقالت ببراءة الأطفال أنا لاأعرفها فقلت لها كيف وأنتى كنتى تنظرين لى وتنظرين لها وأنتى تقفين بجوارها فقالت الطفلة والصدق يملأ عينيها كنت أريد أن أسألها عن مكان الشيبسى والعصائر فضحكت بصوت يكاد يكون عاليا وبه شئ من الجنون اللحظى أو كما يقولون ضحك هيستيرى حتى أنه لفت أنظار بعض الزبائن والعاملين بالمحل . ووجهت الفتاة لركن الشيبسى والعصائر ورجعت لمكانى وجلست وأنا فى حيرة من أمرى وأثناء ذلك رفع أذان المغرب فذهبت للمسجد لأداء ما فرضه الله على المسلمين وبعد الصلاة جلست برهة بسيطة أناجى ربى وأدعوه أن يخفف عنى من هذه الحيرة وكثرة التفكير وخرجت من المسجد ورأسى بها تساؤلات كثيرة وتوجهت للمحل وعند دخولى وجدت شيئا لم أعتاده بل لم يحدث من قبل منذ وقت طويل جدا إنه صديق عمرى وطفولتى يجلس على الكرسى ينتظرنى نعم أنه هو رغم أنى أراه من ظهره وعندما أقتربت منه وضربته على ظهره بحب وقلت له إيه المفاجأة الطيبة هذه فالتفت لى وقال لى هل كنت تعلم أننى قادم إليك فنظرت إليه فوجدت شخصا لاأعرفه فخجلت جدا من نفسى وأعتذرت له وأنا فى غاية الخجل وقلت له أعذرنى فقد أعتقدت أنك شخص أخر كنت أنتظر حضوره اليوم . ولكن تفضل بالجلوس ونتشرف من أنت فقال لى أنا الرائد ................ من مباحث الأداب وبالتحرى عنك وعن أفراد عائلتك بعد أن سمعت عنك وعن أختك الكثير من أهل المنطقة وبعض الجيران والأصدقاء المقربين منكم بأنكم تتمتعون بسيرة طيبة وخلق حسن وأنكم لاتحبون الأختلاط ولا المشاكل وذلك ما شجعنى للحضور والتعرف بك وهذا شرفا كبيرا لى أن أتعرف على شاب تقى مثلك . فقلت له هذا شرف كبيرا لى وأنا أنظر إليه بضيق بسيط بعد المقدمة التى تغلغلت داخلى برهبة وخوف من أن تكون مكيدة لى من أحد التجار المنافسين لى فنظر لى نظرة بإبتسامة وقال لى أنا أسف على أسلوبى فى بداية الحديث وأعذرنى أرجوك لما سببته لك من قلق وحيرة فقد رأيت ذلك على وجهك وفى نبرة صوتك ولكن هذه غلطتى فسامحنى . فا إبتسمت له بعد أن رددت إلى روحى وقلت له ممكن أعرف سبب الزيارة فقال لى مبتسما ووجهه ينطق بالخجل وهو ينظر لى تارة وأمامه تارة وفى الأرض تارة أخرى أريد أن أكمل نصف دينى مع أخت حضرتك ويشرفنى ذلك وسبب حضورى إليك فى المحل لعلمى بمرض والدك شفاه الله وإنك أنت الكبير وتدير البيت وبناءا على ردك سيحدد ميعاد لحضور الأهل والأصدقاء للأتفاق وأعطانى كارت به أرقام هواتفه الشخصية ونهض من مكانه فقلت له أنك لم تشرب شيئا فقال لى نشرب الشربات بإذن الله تعالى وأنا فى إنتظار تليفونك لتحديد الميعاد وصافحنى وانصرف
وعدت لعملى وأنا أتحدث مع نفسى عن الرسالة وصديقى وما فعله والفتاة الغريبة اليوم وهذا الضابط وفى هذه اللحظة رن هاتفى المحمول وإذ برقم غريب فرددت عليه وإذا بصوت ناعم يتحدث فسألنى هل أنت فلان فقلت نعم من حضرتك فقالت لى فى أدب أريد أن أتحدث معك فى أمر شخصى ممكن فقلت لها هل تعرفيننى حضرتك وقد سألتك من أنتى فقلتى أرجوك إنى أحتاج لنصيحتك وتوجيهك فقلت لها فى ضيق من فضلك سلام فلا وقت عندى للهو واللعب ثم أغلقت الهاتف ورن الهاتف مرة أخرى وإذ هو نفس الرقم فلم أرد فعاودت الإتصال مرة أخرى ولم أرد أيضا وفى المرة الرابعة أحسست بتأنيب الضمير وأنها قد تكون صادقة فى كلامها وتكون فعلا فى مشكلة وتحتاج نصيحتى كما قالت فردت عليها فوجدتها تتحدث معى بنبرة عتاب مختلطة بصوت مخنوق وبكاء يكاد يسمع وقالت لى أنى أحتاجك فعلا وأنت أخر أمل لى فى هذه الدنيا بعد الله وأنى أعرفك جيدا وأعرف عنك الكثير وعن صدقك مع الله وخوفك منه ولذلك أحتاجك بجانبى فى هذه المحنة الشديدة التى أمر بها وفى لحظة نطقها بهذه الكلمة بادرتها بسؤالى هل أنتى صاحبة الرسالة على الفيس بوك فسمعت صوت بكاء شديد وظللت أنادى عليها ألو ألو ردى عليا كلمينى أرجوك وفجأة أغلقت الهاتف وظللت برهة أتصل بها أم لا ولكنها وضعتنى بين قاب قوسين أو أدنى فقد تكون هى صاحبة الرسالة وتنهى حيرتى وكثرة التفكير فى من تكون وقررت الإتصال ولكنى أغلقت الهاتف خوفا من أن أسبب لها مشاكل مع أى فرد من أهلها ولكن حيرتى زادت وإحساسى يقول أنها هى ولكن ماذا أفعل فعاودت الإتصال وإذا بالجهاز مغلق أو خارج نطاق الخدمة حتى يئست من المحاولات فوضعت الجهاز فى جيبى وأذا بى وأنا أتجه خارج مكتبى رأيت ما جعلنى تسمرت مكانى ولم يرمش لى جفن ولسان حالى ماهذا الذى أراه هل أنا يهيئ لى أم هو حقيقة أم ماهذا الذى يحدث بالضبط ...
هذا بمشيئة الله تعالى ما سوف نعرفه الثلاثاء القادم مع تمنياتى لكم بالتوفيق وعيد سعيد عليكم وعلى الأمة الإسلامية ...
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

هناك تعليقان (2):

  1. الله عليك يا دكتور حسام مبدع ومتألق كالعادة ومشرف مصر فى كل مكان حقيقى رااااااااائع جدا ومنتظرة بلهفة الجزء القادم

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

اخبار دولية

تقارير وتحقيقات

تقارير وتحقيقات

الاعلانات

اخبار امنية

تكنلوجيا