قصة قصيرة
انها ليلة طويلة على بيت الحاج منصور، فقد تعرض ابنته الصغرى ملاك ذات الاربعة عشر ربيعا لوعكة شديدة، و لا توجد مستشفى قريبة، او حتى عيادة صغير او سيارة اسعاف، فهو يسكن في منطقة عشوائية في اطراف بغداد ، ومن سوء حظه انه لا يملك سيارة، واغلب جيرانه من نفس الحال، فقراء وعوز صارخ.
ابنته تصرخ من الم في بطنها، وحولها اخواتها الاربعة، وهو يقلب كفيه، لا يجد السبيل لمساعدة ابنته المسكينة، ركض للشارع عسى ان يجد باص او تكسي، لا توجد سيارات فقط هو وسكون الليل.
عاد للبيت متاملا ان تكون ابنته قد هداء المها،لكنه وجدها بحال اسوء تصرخ وتبدد سكون الليل بصيحات الالم، عندما شاهدته مقبلا استنجدت به
- ساموت يا ابي، ارجوك انقذني.
- ستكونين بخير، سابقى في الشارع لاعود لك بسيارة تنقلك للمستشفى.
هرب من دموع ابنته ووقف في الشارع عسى ان تاتي سيارة ويوقفها بالجبر .
مرت ساعة ولا بصيص امل، قرر ان يعود للبيت، وعاد للبيت ووجد الكهرباء مقطوعة والظلام يلف البيوت، لكن تنبه الى ان ابنته توقفت عن الصراخ، شعر ببعض السرور، فيبدو انها تحسنت وزال المها.
اشعل مصباحه ودخل للبيت وجد بناته الصغار يبكين حول اختهن ملاك، التفتت احداهن لابيها وقالت:
- ماتت ملاك يا ابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق